خلال عملنا أثناء العشر سنوات الماضية مع القطاعات الحكومية وغير الربحية والخاصة في مختلف المجالات التنموية والمجتمعية كنا نرى بعض المنظمات تحقق أثرها بشكل منتظم وثابت، في حين أن منظمات أخرى على الرغم من أصدق نواياها وأفضل جهودها لاتصل في كثير من الأحيان إلى الأثر المرجو تحقيقه.
هذا جعلنا نتساءل عن ماهية الممارسات التي توفرت في المنظمات ذات الأثر المرتفع ولم تتوفر في المنظمات الأخرى، والتي ساهمت بدورها في رفع فرص تحقيق الأثر. للإجابة على هذا السؤال عدنا إلى الكثير من الأدبيات والمراجع العلمية، واطلعنا على الكثير من الممارسات والمنهجيات، وحللّنا الكثير من تجاربنا ومشاريعنا. وجدنا أن هناك العديد من الممارسات التي ترفع فرص تحقيق الأثر وتجعل المنظمات ذات أثر مرتفع، بعض هذه الممارسات معروفة ومنتشرة ومطبقة، بينما بعضها أقل انتشاراً وتطبيقاً.
في هذه المقالة سنوضح ستة ممارسات تطبيقها كممارسة في المنظمة يرفع احتمالية تحقيقها للأثر ويجعلها من المنظمات ذات الأثر المرتفع. هذه الستة ممارسات ليست العوامل الوحيدة بطبيعة الحال، حيث أن فعالية المنظمات ترتبط بمتغيرات متداخلة ومعقدة. لكننا اخترنا هذه الممارسات الستة لأنها أقل انتشاراً من ناحية مفاهيم و ممارسة، ولأن هناك صورة ذهنية خاطئة عنها أنها صعبة التنفيذ ومعقدة.