Logo_Bimbink_2.png
مكونات صناعة الأثر: الخمسة عناصر الرئيسية لسلسلة الأثر

تحقيق الأثر التنموي ليس مباشراً كما يبدو، لكنه ينطوي على العديد من التعقيدات والعوامل المركبة والمترابطة. أحد الأدوات الفعالة التي تسهل على المنظمات التنموية الخوض في تعقيدات صناعة الأثر هي سلسلة الأثر.

سلسلة الأثر هي أداة قوية تحدد عملية التأثير التنموي بدءً من المدخلات الأولية ووصولاً للأثر النهائي. يساعد هذا الإطار التحليلي المنظمات على تحديد وتقييم وتحسين استراتيجيات الأثر التنموي الخاصة بها.

تتكون سلسلة الأثر من خمسة عناصر رئيسية: المدخلات والأنشطة والمخرجات والنتائج والأثر. كل عنصر من هذه العناصر يعد جزء لا يتجزأ من التسلسل العام ومرتبط بالعناصر الأخرى ويساهم في تحقيق الأثر النهائي. تتيح لنا سلسلة الأثر فهم كل خطوة من خطوات المشروع وتحسينها بشكل منهجي، مما يضمن استخدام الموارد بفعالية وكفاءة لتحقيق الأثر المنشود. في ما يلي توصيف مختصر للخمسة عناصر التي تشكل سلسلة الأثر.


1. المدخلات

هي الموارد التي تم استثمارها في المشروع. ويمكن أن تشمل هذه الموارد المالية، والموارد البشرية، والأصول المادية، والوقت، والخبرة وغيرها. الفهم الشامل للمدخلات يعدّ أمراً بالغ الأهمية، لأنه يسمح للمنظمة فهم حدود مواردها وتقييم الجدوى المالية ووضع استراتيجية التخصيص الأمثل للموارد.

2. الأنشطة

هي الإجراءات التي يتم تنفيذها باستخدام المدخلات. مثل تنفيذ برنامج تعليمي، أو إجراء حملة توعوية، أو تقديم مساعدات عينية وغيرها من الخدمات التي ستنفذها المنظمة. يجب أن تتوافق الأنشطة مع الأثر المرجو، ومن المهم تحديد مستهدفات واضحة لكل نشاط وأن يتم تصميمها والنتائج والأثر المرجو في نصب الأعين.

3. المخرجات

هي المنتجات المباشرة والملموسة للأنشطة وعادة ما تكون قابلة للقياس الكمي وفورية الحدوث، مثل عدد الأشخاص الذين تم تدريبهم، أو عدد المشاهدات. في حين أن المخرجات مهمة للقياس، إلا أنها تمثل النتائج الأولية فقط ولا تدل على الأثر والتغيير الذي حصل على الفئات المستهدفة وعلى المجتمع.

4. النتائج

هي التغييرات القصيرة والمتوسطة وطويلة المدى التي تحصل على المستفيد كنتيجة من الأنشطة والمخرجات التي تحققت. من خلال النتائج نستطيع أن نعرف التغيير الذي أحدثناه على حياة المستفيدين سواء كان ذلك التغيير زيادة في المعرفة أو بناء لمهارة أو تغيير لسلوك أو لحالة صحية أو غيرها. النتائج هي التي توضح التغييرات التنموية الناتجة عن أنشطة المنظمة.

5. الأثر

الأثر هو التغيير المستدام طويل المدى الذي يحصل على مستوى المجتمع. وهو يمثل الهدف النهائي وغالبًا ما يرتبط بأهداف وطنية أو دولية مثل رفع جودة الحياة أو تخفيض البطالة وغيرها. يعد قياس الأثر هو الأكثر صعوبة نظرًا لطبيعته المعقدة وطويلة الأجل، وغالباً ما تقيسه الجهات المرجعية مثل الوزارات وهيئات الإحصاء الوطنية.

فهم سلسلة الأثر وإدارتها بفعالية مهمة جوهرية لأي منظمة تسعى إلى إحداث تأثير تنموي واجتماعي مستدام.  تسمح سلسلة الأثر للفريق بإجراء تحليل نقدي وتحسين كل خطوة من خطوات عملية صناعة الأثر، مما يضمن استخدام الموارد بأكبر قدر من الكفاءة ورفع فرص تحقيق الأثر المرجو.

كخبراء في مجال الأثر نرى بشكل متكرر قوة سلسلة الأثر في قيادة التغيير المستدام وتنظيم العمل التنموي والاجتماعي وتحقيق انسجام بين مختلف مكونات الأثر.