Logo_Bimbink_2.png
نضج المنظمات في قياس الأثر: التحول من منظمات تقليدية إلى منظمات رائدة في قياس الأثر

2023/10/31

بقلم م. أنس الخلف

مدة القراءة: 4 دقائق


يعتبر قياس الأثر وإدارته أحد الجوانب الحيوية اليوم في القطاعات التنموية سواء كانت حكومية أو خاصة أو غير ربحية. وحتى تنجح المنظمات التنموية في قياس الأثر فلابد لها من رفع مستوى نضجها فيه.

بشكل عام، مستوى نضج المنظمة في قياس الأثر هو قدرتها على تنفيذ وإدارة عمليات قياس الأثر بشكل فعال ومتكامل. يشير مستوى النضج إلى مدى تقدم المنظمة في تطبيق أفضل الممارسات واستخدام الأدوات والأطر المناسبة لقياس وتقييم تأثير أنشطتها ومشاريعها.

تعتمد فكرة مستوى نضج المنظمة في قياس الأثر على نموذج تصاعدي يشمل أربعة مستويات: النشوء، التأسيس، التكامل والريادة. كلما زاد نضج المنظمة، زادت قدرتها على تبني أساليب وإجراءات متقدمة لقياس الأثر وتحليل البيانات واستخلاص النتائج.

في مستوى النشوء تمتلك المنظمات أنظمة قياس يتم من خلالها جمع المؤشرات على حسب الحاجة أو الطلب (وليس على أساس منتظم) كطريقة لتتبع التقدم المحرز في المبادرات والبرامج. بالإضافة إلى تتبع المعاملات المالية الأساسية، غالباً تقوم المنظمات في هذا المستوى بجمع المؤشرات المتعلقة بالأنشطة، مثل عدد الدورات المقدمة أو عدد المسرعات التي تم إطلاقها.

في مستوى التأسيس تقوم المنظمات بجهود مقصودة لبناء أنظمة قياس الأثر. تختلف المنظمات في هذا المستوى اختلافًا كبيرًا عن المنظمات في مستوى النشوء من حيث أنها تستند إلى فهم واضح لعلاقة العمليات بالنتائج والأثر. النتائج والأثر في هذا المستوى صريحة وليست مجرد استنتاجات ضمنية، ولدى المنظمة شكل من أشكال نظرية التغيير أو النموذج المنطقي الذي يربط عملياتها بـالأثر.

المنظمات في مستوى التكامل تعتبر من المنظمات المرتكزة على الأثر. في هذا المستوى يكون لدى المنظمة أطر عمل منطقية مطورة جيدًا وبروتوكولات موحدة لجمع بيانات النتائج والأثر. الغرض الأساسي من أنظمة القياس في هذا المستوى هو مساعدة المنظمات على ضمان قدرتها على تنفيذ خططها بفعالية وتحقيق أهدافها. تستخدم أنظمتها لمراقبة الأداء الاجتماعي وتقييم التقدم نحو تحقيق أهداف الأثر الاجتماعي المستهدفة.

في مستوى الريادة تأخذ أنظمة القياس نظرة أكثر شمولية للتأثير الكلي ولا تسعى فقط إلى تعزيز تنفيذ خططها ولكن أيضًا تعديل الإجراءات التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الأثر مع مرور الوقت. في هذا المستوى لا يتم إجراء قياسات الأداء بشكل منفصل عن العمليات أو يتم الإبلاغ عنها بشكل دوري. بدلاً من ذلك، يتم دمج قياس الأثر في عمليات تشغيل المنظمة. بحيث يمكن المنظمة من إجراء تعديلات استراتيجية وتشغيلية وتحسينات مستمرة في الأداء الاجتماعي.

ختاماً من المفيد أن تقيم المنظمة نفسها في مستوى النضج لتحدد طبيعة التدخل الملائم لها. في قرارات نقيم مستوى نضج المنظمات من خلال ثلاثة عشر بٌعداً نحدد من خلالها مستوى نضج المنظمة وطبيعة التدخلات الملائمة لزيادة مستوى نضجها. نؤمن أن المنظمات التنموية لن تنجح في إدارة وقياس الأثر إلا إذا استطاعت بناء عملية متكاملة لمختلف الجوانب المتعلقة بقياس الأثر.