Logo_Bimbink_2.png
أنماط تحقيق الأثر: من التنفيذ الفعال إلى تغيير على الحياة

2023/12/04

بقلم م. أنس الخلف

مدة القراءة: 4 دقائق


تحقيق الأثر هو العنصر الحيوي والأساسي الذي يجب أن ترتكز عليه المنظمات والمشاريع. ومع ذلك، فإن تحقيق الأثر يمكن أن يواجه تحديات مختلفة تؤثر على جودة وفاعلية الجهود المبذولة لتحقيقه. في هذه المقالة، سنقوم بتسليط الضوء على نمطين رئيسيين لتحقيق الأثر والتحديات المرتبطة بهما، وسنقدم حلولًا فعّالة لزيادة فرص إحداث الأثر.

النمط الأول / تحقيق الأنشطة والمخرجات بدون تحقيق النتائج:

يحدث هذا النمط عندما يتم التركيز على تنفيذ الأنشطة المحددة (تقديم الخدمات) وإنتاج المخرجات (أعداد المستفيدين)، بدلاً من التركيز على تحقيق النتائج المرجوة (التغيير على حياة المستفيد). بعض أسباب حدوث هذا النمط تكمن في:

  • جودة الأنشطة. حيث تم تقديم خدمات غير مصممة أو منفذة بشكل يساعد على تحقيق الأثر. على سبيل المثال المنهج التدريبي لم يحتوي على تمارين عملية كافية لإكساب المهارة.
  •  كمية أو جرعة الأنشطة. حيث لم يتم تقديم الكمية الكافية من الأنشطة التي ترفع فرص إحداث التغيير على المستفيد. على سبيل المثال تم تقديم برنامج تدريبي في يومين ولكن لإكساب المهارة لدى المستفيد يحتاج البرنامج خمسة أيام.
  •  عدم وجود علاقة منطقية بين الأنشطة والنتائج. قد يكون السبب هو عدم وجود ارتباط واضح وفعّال بين الأنشطة والنتائج المتوقعة. على سبيل المثال قد يكون البرنامج يهدف لزيادة الدخل لدى المستفيد، ولكنه يقدم فقط برنامج تدريبي بدون أي تدخلات متعلقة بمساعدة المستفيد للحصول على عمل.

النمط الثاني: عدم تحقيق الأنشطة والمخرجات بالتالي التأثير على مستوى تحقيق النتائج:

هذا النمط يحدث عندما يكون هناك تركيز ضعيف على تحقيق الأنشطة وإنتاج المخرجات، مما يؤثر سلبًا على مستوى تحقيق النتائج المرجوة. يكون السبب وراء ذلك عادة هو:

  • جودة التنفيذ والتشغيل وإدارة المشروع بشكل عام. قد يكون هناك نقص في الموارد المالية أو البشرية، أو تحديات في التخطيط والتنظيم، أو ضعف في عمليات الرصد والتقييم.
  • تصميم وتنفيذ أنشطة تفوق طاقة المنظمة من ناحية الموارد أو الخبرات. الكثير من القضايا الاجتماعية والتنموية هي قضايا معقدة ومركبة ولإحداث أثر إيجابي فيها تحتاج لتدخل عميق وواعي مبني على الأدلة والبيانات.

ومن أجل تجاوز هذه التحديات، يمكن اتباع الخطوات التالية:

  1. تحليل الأنشطة والنتائج: يجب أن تقوم المنظمة بتحليل وتقييم العلاقة بين الأنشطة والنتائج. يتيح هذا التحليل فهمًا أفضل للعلاقة المنطقية بين الأنشطة والنتائج ويمكن أن يكشف عن النقاط التي تحتاج إلى إعادة النظر والتحسين.
  2. تعزيز جودة الأنشطة: ينبغي أن تركز المنظمة على تحسين جودة الأنشطة المنفذة. يمكن تحقيق ذلك من خلال تدريب وتطوير الموظفين، وضمان توافر الموارد اللازمة، وتحسين عمليات الإدارة والتنظيم. يجب أيضًا وضع معايير ومؤشرات أداء قابلة للقياس لتقييم جودة الأنشطة وضمان تحقيقها بشكل فعال.
  3. توثيق الارتباط بين الأنشطة والنتائج: يجب على المنظمة توثيق الارتباط الواضح والملموس بين الأنشطة والنتائج المتوقعة. يمكن استخدام أدوات مثل سلسلة النتائج لربط الأنشطة بالمخرجات والنتائج. ذلك سيساعد على تحديد الثغرات والتحسينات المطلوبة وزيادة فرص تحقيق النتائج المرجوة.
  4. تقييم أسلوب التشغيل والتنفيذ: يجب أن تقوم المنظمة بتقييم أسلوبها الحالي للتشغيل والتنفيذ، وذلك من خلال تحليل عملياتها والتحقق من مدى فعالية استخدام الموارد وتخطيط المشروع. يمكن أن يتضمن هذا التقييم تحليلًا لأداء الفرق والعمليات وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين. يمكن أن يتضمن ذلك تطوير مهارات الفرق، وتعزيز آليات الرصد والتقييم، وتحسين عمليات الاتصال والتعاون بين الأعضاء المشاركين. ينبغي أيضًا تحديد المسؤوليات وتوفير الموارد اللازمة لضمان تنفيذ فعّال للأنشطة.
  5. إدارة التغيير: يجب أن تكون المنظمة مستعدة لإدارة التغيير وتبني ثقافة تركز على تحقيق الأثر. يتضمن ذلك توعية فرق العمل والموظفين بأهمية تحقيق الأثر وبناء أنظمة التقييم والمحاسبة على مستويات تحقيق الأثر.

هذه بعض الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لتحقيق النمط المثالي للأثر، وهو تحقيق المستهدفات بشكل متوازن على جميع المحاور ابتداءً من المدخلات ثم الأنشطة والمخرجات وثم النتائج والأثر.